غالية خوجة (دبي)

كثيرة هي الذكريات المشرفة على النسيان، الضياع، والاستذكار، وكثيرة هي المشاهد التي تظهر وتختفي بين فترة وأخرى في منطقة حيوية بين ذاكرتنا ومخيلتنا، إلاّ أن أثرها يظل راسياً في مكنوناتنا اللا واعية.
وانطلاقاً من هذا المحور الحيوي المتحرك داخل كل إنسان، تأتي أعمال الفنانة سيمرين ميهرا أغارول (Simrin Mehra Agarwal)، بعنوان (جدار واحد) في غاليري (1X1)، في السركال أفنيو، الوحدة رقم (10)، المستمر لغاية (30) أغسطس الجاري.
ومن خلال هذه اللوحات المتنوعة التي تستخدم فيها الفحم أحياناً، نستكشف مع الفنانة أغاروال المقيمة بين كولكاتا وأبوظبي، ذكرياتها في بيت أمها في قرية (جهرجر) المحاطة بغابات كثيفة في ولاية البنغال الهندية، موظفة التفاصيل اليومية للحياة، من ثقافة، ومعتقدات، وخفايا روحية، في أعمالها، سواء من خلال الكتب القديمة، أو الكائنات الرمزية، أو الطقوس المألوفة، وربما، لذلك، تستخدم أغاروال الأسطح والوسائط المختلفة في عملها مثل ورق الأرز المصنوع يدوياً، الورق السميك، القطن، الألواح الخشبية، القماش، الكتان، الصناديق الخفيفة مع ألواح الأكريليك والألمنيوم.
ونلاحظ في إحدى لوحاتها المعنونة بـ(مشهد تركيبي) كيف يمر الزمان عبْر المكان، لتصبح اللحظات السابقة تاريخاً، أو جزءاً من حياة، وذكريات تقفز على الدرج، تمسك بالأسوار، وتذهب إلى المعبد، بينما نلاحظ في لوحتها الأخرى (سجلات مفقودة)، كيف تتطاير الصفحات العتيقة من الكتب، وتغلبها الرياح، وتصبح قيد الفقد إذا لم نصنها ونعتني بها، وهذا ما يجب أن نفعله مع القيم والوثائق والموروث الإيجابي الروحي والفلكلوري، المادي والمعنوي، وكل ما يتعلق بالذاكرة الثقافية المضيئة كي لا تذروها الرياح.